رئيس الوزراء لـ"صحيفة الجورنال الإيطالية": تنمية شمال أفريقيا الحل لإبطاء الهجرة غير الشرعية لأوروبا
أجرت صحيفة الجورنال الإيطالية، حوارًا مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في مبنى الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتناول الحوار العديد من القضايا الإقليمية والدولية والمحلية، منها الهجرة غير الشرعية، والجماعات المتطرفة، والكثافة السكانية وتحسين الأوضاع المعيشية، وتنمية شمال أفريقيا.
وأشادت الصحيفة الإيطالية، بالمباني الحكومية بالعاصمة الإدارية، مشيرًة إلى أنه منذ 6 سنوات كانت هذه المنطقة صحراء، كما أشادت بالعلاقات الوية بين مصر وإيطاليا، وأنهما الجانبين تربطهما إرادة سياسية قوية، لتعزيز العلاقات التاريخية والحميمة، وخدمة مصالح الشعوب، وتعاون مكثف مثل تعزيز تواجد الشركات الإيطالية في مصر في قطاعي الزراعة والغذاء، وملفات الطاقة والهجرة.
وحول مساعدة مصر إيطاليا في مكافحة الهجرة غير الشرعية، قال مدبولي: "إن هناك تنسيق متبادل في هذا الملف، في اعتقادي أن النقطة الوحيدة التي يمكن أن تبطئ الهجرة غير الشرعية هي أن تهتم أوروبا بوجه عام بمساندة عملية التنمية في شمال إفريقيا خاصة أنه إذا وجد الشباب وظيفة جيدة فإنهم لن يفكروا في الهجرة وسيفضلون البقاء في بلدهم، وهنا أجد ضرورة أخرى في مجالات التعاون المشتركة وهي العمل على تدريب الشباب على كل التخصصات التي قد تحتاجها أوروبا في المستقبل".
وردًا على تساؤل بخصوص تهميش المرأة المصرية في العديد من المجالات، أكد مدبولي: "أن المرأة المصرية حاليًا تتمتع بمختلف حقوقها، وتتولى مناصب مختلفة، ولا يوجد أى تهميش لها، بل هناك تمكين للقيادات النسائية المتميزة فى عدة مناصب، نحن مقتنعون بأن الاستقلال الذاتي للمرأة المصرية سيساعد فى تقليل الزيادة السكانية خاصةً إذا تفوقوا في دراستهم وعملهم وحياتهم، فلن يشعروا بعد ذلك بالحاجة إلى إنجاب الكثير من الأطفال".
وشدد رئيس الوزراء، على أن مصر تريد الحفاظ على علاقاتها الطيبة مع كافة الأطراف، وهذه السياسة هي التي تميزنا، والرئيس السيسي دائمًا يطالب الحكومة بالالتزام بذلك، موضحًا أن مصر مقتنعة بأن التنمية في دول الإقليم وخاصة دول الخليج يجب أن ينظر إليها بإعجاب، ومصر لا تسعى إلى منافسة الدول العربية الاخرى، لأنها على اعتقاد كامل أن مصر تتكامل مع دول العالم العربي ولا تتنافس معها.
وحول تساؤل بخصوص تواجد الجماعات المتطرفة واستمرار الخطر داخل سيناء، أكد رئيس الوزراء: "أن المتطرفون أرادوا إقامة فرع لخلافتهم المزعومة في سيناء، والحقيقة هذه الحرب ضد الارهاب ليست حربًا بسيطة أو تقليدية، وجدنا دعمًا واسعًا من كافة قطاعات الشعب، وفقدنا بالفعل 3000 مصري من قوات الجيش والشرطة والمواطنين المدنيين، وهناك خلايا نائمة لتلك الجماعات المتطرفة، هذه الخلايا تعتبر أحد أسباب تبني بعض الشباب للأيديولوجيات المتطرفة وهذه الجماعات تستغل الفقر والتهميش للترويج لأفكارها ولهذا وضعنا ضمن أولوياتنا ضرورة تحسين الظروف المعيشية لجميع المواطنين".
وأوضح مدبولي، أنه في غضون 25 عامًا، سوف يصل عدد سكان مصر إلى 135 مليون نسمة، وتتحدث بعض التوقعات عن 150 مليونًا بحلول عام 2050، موضحًا أن هذا هو السبب في أننا مصر تبني مدنًا جديدة، بمشاريع تنمية حضرية عملاقة، لافتًا إلى أن مصر كانت تعاني من وجود مشكلة مع الأحياء الفقيرة والتي لا تصلح للسكن، لذا تم تشييد مبانٍ صحية للسكان وتواصل الدولة بناء مدن جديدة في مناطق مختلفة من البلاد، لنقل جزء من السكان إلى مناطق أكثر أمانًا.
وأكد مدبولي، أن هناك مشاريع مشتركة (مع إيطاليا) لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة، والهيدروجين الأزرق عن طريق تخزين ثاني أكسيد الكربون في رواسب الغاز الطبيعي المستنفد، منوهًان أنه إذا نجحنا معًا يمكن أن تصبح إيطاليا مركزًا للطاقة لأوروبا.
وعن المبادرات التي أطلقتها الدولة، أوضح رئيس الوزراء، أن استراتيجية الرئيس عبدالفتاح السيسي، هي تحديث المناطق الريفية، والاستثمار في البنية التحتية لتحسين الحياة في القرى من خلال تطوير البنى التحتية وتوصيل المياه والصرف الصحى، ومختلف الخدمات لتلك المناطق كما نعمل على تحلية مياه البحر، والحكومة تضع من بين اولوياتها ملف تدريب القيادات الشابة، وتحديث التعليم والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة.